إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 7 نوفمبر 2013

غربة غير إنسانية ..

أعود لأسجل حديثي عن الغربة التي لم أرى غيرها في عمري ، وأدون حديثاً بالنفس أعتاد من يعرفني سماعه .. وكلامي موجهاً للإنسانية فقط ، ومن يظن أنه لا يمتلكها فلا يقرأ ..!

أعيش الإغتراب ٢٣ عاماً ، في مملكة قيل أنها إنسانية ، في حين الـ ٢٣ عاماً أكدت لي عكس ذلك ، ففي غربتي لست كما الباقي ممن أغتربوا في دول أخرى ، فلا يمنح لي أي حق ، كما يمنح لهم ، حتى الإحترام جردني منه بعض أفراد الشعب لأني " أجنبية " أولاً و " يمنية " ثانياً ، والفضل بمعيشتي يعود لهم كما يزعمون .رغم أني أعيش بفضل الله ثم مالاً أجنيه ، لا صدقه ..!

وجودي في هذه الوطن الغريب تحول إلى مايشابه سجن أجبر على الدخول إليه . فكثيراً مني يود مغادرة رفاهية هذا البلد والعودة إلى فقر الوطن .

٢٣ عاماً ورغم أن صرختي الأولى دويت من أرضه ، فلا حق لي ليمنح لي علاجاً مجاني ، أو إكمال دراستي كما المواطن ، او الإنتساب للجامعات بغير رسوم كما المواطن ، أو تملك عقار كما المواطن ، وحتى العمل ، فالأفضلية للمواطن .. ورغم هذا لازالت تتصدر عبارة " أكلين خيرنا ووظايفنا " أفواه البعض ..


ومن عاش في هذه الأرض ، يعلم تماماً كيف هو حاله مع الأنظمة كمقيم ولا مجال لنكران ..

مؤسف أن يصل بك الأمر إلى كراهية أرض ولدت عليها ، والمفترض أن تكون لك وطن حاضناً أحلامك ونجاحك ..
والسبب يعود إلى أنظمة غذت المواطنين على كراهية من ليس مواطناً ، وكأنه محتل وليس ضيف في الديار ..!

حملات الترحيل والتي وصل الرقم فيها إلى مليون ونصف مرحل ، مابين مخالف للأنظمة ومابين مخترق القوانين ومابين من هو أوراقه قانونيه ١٠٠٪ ...!
مليون ونصف غادرو الأرض وأجزم أن أفواههم غادرتها تلعنها على ماحل بهم ، فمصيرهم مجهول ، ولم يلجاؤ للخروج من أوطانهم إلا حينما جبرتهم الحاجة والفقر .
يهمني هنا أبناء وطني المرحلين المخالفين منهم والقانونيين ، فوصلني مشهد خروجهم في الحدود تجاه اليمن ، ركضاً على أقدامهم ، حتى أن الأنظمة لم توفر لهم على الأقل مايساعد نقلهم لأقرب مدينة يمنية !
حين تتعامل مملكة الإنسانية بشكل غير إنساني مع المقيم ، فكيف مع المخالف وكيف بالمواطن ؟؟؟ يُلقى بهم لمصير مجهول ، والخطر يحتضنهم ويؤمن لهم مايسد حاجتهم ، ليجند في اليمن المئات من الحوثيين والمئات من القاعده ،فبدلاً من أن يعود ليصلح وطنه ، يعود ليزيد الدمار تدميراً ...
بأختصار ؛-
كما نصت قوانين الحكومة السعودية على معاقبة كل مخالف وغير نظامي بالترحيل مشي على الأقدام ، عليها محاسبة مواطنيها الذين يسعون لقدوم العمالة ، دون توفير وظائف لهم تحت كفالتهم ، فالخطأ الاول في ازدياد العماله المخالفه هو من وزارة العمل حين سعت ووفرت التأشيرات لعمالة لمواطن لا يحتاجها ، يحتاج فقط رسوم يدفعها العامل حتى يستمر الكفيل بكفالته !!
المفترض ألا يتم معاقبة المقيمين وحدهم ، فوجب عليها أولاً محاسبة المواطنين ،. والحد من جلب المواطن لعدد عمالة يفوق إحتياجه ..!
لكن رغم ذلك يبقى الخطأ على " الأجانب " فهم سرقوا ونهبوا وعبثوا وقتلوا في أرضهم ، في حين أن " السعودي " معصوم من الخطأ ولا يحاسب ... هكذا هو الأمر في مملكة الإنسانيه :)


أخيراً هنا ماوصلني وكتب على يد أبناء الوطن :

-
//أكلونا الأجانب//..!!
د. عبدالله العتيبي

بحكم تدريسي في الجامعة واحتكاكي بالطلاب؛ أسمع كثيرا هذه العبارة ومثيلاتها:
مافي وظايف!
أكلونا،،
حلالنا
أخذوا رزقنا!

سأتجاوز كثيرا مما ينبغي أن يقال عن أخوة الدين، وأن المسكين المسمى (أجنبي) هو انسان أجبرته ظروف الحياة أن يحل ضيفا في دارنا
ليفاجأ بقدر الكرم الذي نحمله!
سأتجاوز الحديث عن(سايكس بيكو)
ونجاح(الصهيوني)في غرس خنادق في قلوبنا
من الافتخار بالنفس واحتقار الغير!
سأتجاوز كثيرا وكثيرا مما ينبغي أن يقال،
لأقول وبصراحة:
دول كثيرة قريبة وبعيدة لديها من الغرباء أضعاف مالدينا
ومع هذا فكل من المواطن والضيف يعيش بكرامة والإمارات شاهدة،
عدد سكانها المواطنين قرابة 11%
وقرابة 90% أجانب(كما نسميهم)
وفي قطر 80% غير قطريين..
وفي الكويت أيضا نسبة المواطنين لاتتعدى الثلث..

ومع هذا ففي البلدان السابقة وغيرها
يعيش المواطن رفاها خياليا..
اللهم لاحسد

هل مشاكلنا فقط في البطالة؟
مشاكلنا في كل وزارة في بلادنا:
#فوزارة الصحة لا توفر سريرا للمواطن،
مع أن الأجنبي ممنوع من العلاج في المستشفيات الحكومية!
#ووزارة الإسكان لم تستطع أن توجد حلا لأزمة السكن التي تعصف بالبلاد والعباد،
بل فشلت فشلا ذريعا،
ولاحظ أن الأجنبي ممنوع من تملك العقار.
#وزارة التعليم أكوام من الفشل والتخبط ابتداء من المباني ومرورا بالمناهج والمعلم،
والأجنبي لا دخل له..
#في القضاء مواعيد متباعدة جدا،
وضياع للحقوق ومبان مستأجرة متهالكة وووو..
#في الشئون الإسلامية والأوقاف؛ بعض بيوت الله بلا إمام ولا مؤذن، مساجد متهالكة
وفرش منتنة الرائخة
ومكيفات متعطلة.
التعليم العالي- المطارات- الطرق والمواصلات...الخ

أقف هنا!!! فقد أعياني العدُّ،
وكل هذه المشاكل والبلاوي لاعلاقة للأجنبي بها..

أخيراً:
أريدك أخي المواطن أن تفكر بعقلك،
لاأن يوجه تفكيرك أمثال(داوود الشريان)

#لماذا لا أعيش كما يعيش أخي القطري والإماراتي والكويتي؟
#لماذا الفشل متأصل في كل وزارة وكل شبر في بلدي؟
#من الذي يسرق الأموال؟
#ومن الذي عيَّنه وسكت عليه؟

صدقني:
إن الصحافة والشاشة تجلد ((صغار المجرمين))
بينما تلمع الكبار...

وصدقني:
إن اليد التي تتظاهر بحرب الأجانب هي اليد نفسها التي ستبيع وتتكسب من بيع الفيز غدا..

والسلام...