إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

تاريخ أُم اليمن صنعاء . -1-

صنعاء كانت و مازالت المدينة الشهية للباحثين عن تاريخها ، فتناول الكثيرين في ذكر أخبارها في الكتب ، وتناقلت الروايات  و الأساطير حولها .. بعضها ما هو صحيح وثبتت صحته في النقوش التي وجدت و تعود للحضارات و العصورة التليدة . 
هنا سأطرح بعض مما قرأته من كتاب للمؤرخ اليمني محمد الفرح عكفت على قراءته و تحدث عن بدء التكوين منذ العصر الحجري حتى زمن الملك سيف بن ذي يزن ، و يطول الحديث عن ذلك  و سأختصر بعض ما جاء لذا وجب تقسيمه لسلسلة تدوينات تتناول بالترتيب الأحداث لتاريخ صنعاء القديم .. 


تعد مدينة صنعاء من أقدم المدن على وجه الأرض ، أقيمت هذه المدينة على أنقاض مدينة أزال التي بناها (أزال بن قحطان بن هود عليه السلام ). و استمرت أزال زهاء أربعة آلاف و كانت اول مدينة اختطت باليمن وبنتها عاد ، ثم حلت محلها وبنيت صنعاء على يد الملك ( هلك أمر كرب ملك سبأ و ذي ريدان ) و سميت منه . و كانت مدينة أزال ثاني مدينة رئيسية في اليمن في الألف الثاني ق.م. حيث جاء ذكرها في أنباء خمسة ملوك بكتب التاريخ منهم الملك ( الضحكاك بن سكسك ) و الذي ذكره ابن خلدون أنه من بنى قصر غمدان في صنعاء 

جاء تأسيس صنعاء في اسطورة أن بناها هو سام بن نوح ، و كون صنعاء أقدم مدينة في الأرض يتحقق ببناء أزال بن قحطان اياها و يرى في أصل القول بتأسيس سام بن نوح لمدينة صنعاء هو أن سام بن نوح و اللذين معه من أبناء سام استقروا في صنعاء و لم تكن في ذلك الزمن مدينة ، و إنما استقروا في كهوف و سفح جبل نُقم فكان سام بن نوح و اللذين معه سكنوا الكهف في العصر الحجري و زمن سام يعود إلى ما قبل الألف العاشر ق.م و هو زمن سابق لتأسيس المدن في تاريخ الإنسانية 
و يذكر  مسيرة الحياة الإنسانية في اليمن قد تواصلت في العصر الحجري ، ثم انتقلوا إلى عصر الحضارة الزراعية و تربية و استخدام الحيوانات و تأسيس القرى و التجمعات السكنية ، حيث دلت الدراسات أنه كان يسود الجزيرة العربية مناخ دافىء تكثر فيه الأمطار ، و هناك دلائل على أن الماشية بما فيها الجاموس و المعز و الشاة قد دجن و استخدم إقتصاديا في اليمن قبل أن تدجن و تسخدم في العراق و مصر ، و بذا يكون العرب اللذين اطلق عليهم ساميون أول من أخترع الزراعة التي تعتمد على الري و أول و أقدم من مارس الفلاحة و الزراعة ، فالعرب إذا هم أول من أسسوا الحضارة الإنسانية في أقدم مراحلها . 

كان سكان اليمن أنذاك هم من قبيلة عاد و إخوانهم من قبائل العرب العاربة السامين الاوائل و قد سماهم ابن خلدون الطبقة الأولى من العرب العاربة و قال عنهم :" هذه من أقدم الأمم بعد قوم نوح و أعظمهم قدرة و أشدهم قوة و أول أجيال العرب " و هؤلاء العرب شعوب كثيرة منهم ( عاد - ثمود - أميم - العمالقة - عبد ضخك - جرهم -حضرموت -حضور - السلفات .. ) و كانت حضارة عاد أقدم الحضارات الإنسانية بعد طوفان نوح عليه السلام ، و بعث الله لهم النبي هود عليه السلام و هو والد قحطان  ولما أهلك الله عاد نجا هود و اللذين معه و ابنه قحطان و مات النبي في شرق وادي حضرموت 
و قد انتقلت تلك الأمة إلى حضارة الزراعة بزعامة قبيلة عاد ، يقول  ابن خلدون : " عاد هم بنو عاد بن عوص بن إرم بن سام و كانت مواطنهم باحقاف الرمل و رمال الأحقاف بحضرموت و هي جبال في اليمن بين عُمان و حضرموت و جاء في الاكليل أن قبيلة عاد ملأت جانبًا من الأرض و تفخذت و صارت إحدى عشر قبيلة  و كانت عاد زعيمتهم . 



كانت هذه القبائل الثلاث المنحدرة من قحطان تقيم في المقاطعات ومنها حضرموت و التي سميت البلاد بإسمها ، و أوفير وتسكن مرفأ بحري قديم و حويلة و المراد بها بلاد الأحقاف و قبيلة شيبأ وهي سبأ التي تنسب إليها الدولة السبئية و إنتشرت من المخأ إلى ظفار شرق عُمان . 




يتبع ماتبقى في جزئية أخرى ............